روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | لماذا طفلي المؤدب.. يكره الدراسة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > لماذا طفلي المؤدب.. يكره الدراسة؟


  لماذا طفلي المؤدب.. يكره الدراسة؟
     عدد مرات المشاهدة: 3648        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم.. أنا ام لطفل عمره 10 سنوات في الصف الخامس ابتدائي مطلقة يعني من 5 سنوات واقوم بتربيته لوحدي وماعرف ايه سبب لأنه لا يحب الدراسة ولا المراجعة

هو طفل مؤدب ومطيع وكثير الحركة ولما اطلب من مراجعة دروس لا يرفض بس كل ما أطرح عليه سوأل _يــبـكـي_ ولا أعرف السبب ولما أسئله مابيك لماذا تبكي يقول لاشيء

والله خايفة كثير عليه وعلى مستقـبله مع ان مستواه الدراسي متوسط ، يحب اللعب كثير ويحب الدخول على النت حتى الصلاة يتهاون عليها ووالده الله يهديه لا يسأل عنه ابدا ولا أعرف ماذا افعل ؟

أرجوكم ساعدوني فأنا اتعب طول السنة واتعب أكثر ايام الامتحانات وحتى وسيلة مانجحت معه هو من سنة اولى لا يحب المدرسة رغم ان كان في الحضانة واولى تحضيري جد نشيط ويحب المدرسة والمراجعة ولكن من بداية الدراسة يعني من سنة اولى ابتدائي هو على هذا الحال

حتى فكرت اني اقول سأخذك عند والدك في العطلة وساشتري لك هدية ولكن بدون فائدة ولما اضغط عليه بالمراجعة يفتح الكتاب وهو هايم بخيال .أرجوكم ساعدني وأجركم عند الله

الأخت الكريمة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أسعدني تلقي رسالتك والتي تشير بصورة واضحة على مدى حرصك على تربية طفلك بأفضل صورة ,أفضل تعليم لذلك سأرد على رسالتك عبر ثلاث نقاط هامة :

1- طفلك وظروف الانفصال عن والده.

2- طفل العشر سنوات والمدرسة.

3- مقترحات تربوية لتدريس أطفالنا في المنزل .

أولاً / طفلك وظروف الانفصال عن والده:

أثبتت الدراسات التربوية والنفسية على الأطفال أن الطفل يتأثر بظروف أسرته، خاصة الظروف المشحونة بشحنات الغضب والعنف والتوتر، وظروف انفصال الوالدين تنعكس على نفسية الطفل بصورة لا تظهر في الأوقات الآنية للأزمة ، إنما تظهر لاحقاً في السنوات التالية للأزمة.

كان طفلك يبلغ من العمر الخمس سنوات وقت أزمة الطلاق ، وأنت أعلم منا بالأجواء التي أحاطت بطفلك ، ربما طفلك لم تتاح له فرصة ممارسة اللعب في السنوات الأولى من حياته نتيجة تلك الظروف ، فحرمان الطفل من ممارسة طفولته حرة مع والدية وبين والديه تجعله أكثر هروباً من أي مسؤولية ليلبي احتياجاته النفسية للعب واللهو.

فاللعب في أجواء أسرية ودودة له أثر ايجابي على نفسية الطفل واللعب في أجواء أسرية مشحونة بالتوتر له أثر سلبي على نفسية الطفل. والأجواء الإيجابية تمنح طفلك الآمان والطاقة والتفاعل الاجتماعي المناسب.

أما الأجواء السلبية تمنح طفلك مشاعر الخوف والقلق والتوتر ومنها ينتج قظم الأظافر ، والفزع الليلي، والتبول اللاارادي، و أحيانا سلوكيات عنيفة أو سلوكيات منطوية مترددة، وأهمها هروب من أي مسؤولية .

لذلك ينصح في حالة الانفصال أن تعالج مشكلات الوالدين بعيداً عن سمع وبصر الأطفال ، وإن تم الانفصال على كلا الطرفين الاتفاق معاً من أجل هذا الطفل وأن توضع صورة لأبيه في غرفته ولا يذكر والده بسوء أمام سمعه أو بصره من قبل الآخرين، وأن تخصص ساعات أو أيام يقضي بها الطفل يومه مع أبيه.

ثانياً / طفل العشر سنوات والمدرسة:

عندما يصل أطفالنا إلى سن المدرسة وهو عمر الست سنوات يمتلكون تطور بسيط في القدرات المعرفية ووتطور متوسط في القدرات الاجتماعية ، ويبدأ التطور المعرفي في النمو رويداً رويدا سنة تلو الأخرى إلى أن نصل لمرحلة من التطور المعرفي الذي يصل إلى التجرد في الملكات العقلية فيتطور خيال الطفل من خيال واسع لعالم.

أليس في بلاد العجائب تلك الطفلة الصغيرة التي تخوض مغامرة في عالم من خيال الأطفال، ليصل إلى تطور في الخيال الأكبر في عمر العشر سنوات وهو عمر الطفولة المتأخرة.

وهو خيال الواقع أي تصبح صور الخيال عند الطفل واقعية نوع ما لكنها جانحة ولا حدود لها. من هنا يعشق الطفل اللعب الحر والألعاب الإلكترونية لأنها تمنحة سلطة القوة التي قد يحرم منها نتيجة ظروفه الخاصة.

بذلك يبدل الطفل وقت الدراسة باللعب ويكتفي بتلك الساعات التي يقضيها في المرسة وفي الصف الدراسي، ليس كرهاً منه بدراسته أو ضعفاً في قدراته نحو التحصيل إنما رغبة في ممارسة ما يمنحه الشعور بالآمان والقوة والحرية.

هنا علينا إن لا نشكل ضغوطاً على أطفالنا الطلبة ، فقط ننظم الوقت كي نمنحهم فرصة اللعب والدراسة ، وأن نتيح له فرصة التواصل مع الأصدقاء وصلة الرحم وفرصة لرغبة الاكتشاف والمعرفة لتلبية تلك الأنشطة كثير من الوسائل التي يحبها الطفل منها القصة.

والكمبيوتر والانترنت ، والألعاب الإلكترونية الهادفة وبين كل ذلك امنحي طفلك حرية التعبير والاختيار ولا تفرضي عليه شيئاً بحكم أنك الأم والأكثر معرفة بتلبية مصالحة وتطويره الشخصي ، علينا أن نجعل أبنائنا فعاليين منتجين مقبلين على التعلم وعلى الحياة.

ثالثا / مقترحات تربوية لتدريس أطفالنا في المنزل :

• التواصل المستمر مع المدرسة:

علينا أن نتواصل مع مدارس أطفالنا ومع مدرسيهم ومنح المدرسين الملاحظات عن الطفل لكي يمنحنا المدرسين الملاحظات العليمة وغيرها عن أطفالنا ولتتكامل العملية التطويرية لشخصية الطفل .

• علينا تحديد وقت محدد للدراسة :

الوقت المحدد للدراسة لا يكون مباشرة بعد ساعات دوام المرسة بل بعد أن ينال الطفل قسطاً من الراحة والغذاء ثم تأتي الدراسة وبعدها يكون اللعب لأن اللعب تلك المكافأة الجميلة لتلبيته واجباته المدرسة.

• الحزم:

علينا أن نكون حازمين مع أطفالنا في تنظيم الوقت ، وعلينا عدم تحميلهم فوق طاقتهم والتعامل معه بجدية فيما يتعلق بأمور المذاكرة لأن التراخي في تلك الحدود يهبك طفلاً غير مبالي مريضاً كلما طرحت لفظ الواجب المنزلي على مسامعه.

المكافأة والتحفيز:

مفتاح تطور أي طفل بالعالم هو التحفيز والمكافأة فكلما أحسن طفلك كافأيه ولو بالقليل ودوماً أسمعية أطيب الكلام لأن الأطفال يهربون من الألفاظ القاسية ومن القوب الجافة حيث قال تعالى مخاطباً نبينا الحبيب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام " ولو كنت فظاً غليظ القول لانفضوا من حولك " صدق الله العظيم . تلك دعوة واضحة كي نعامل من نحن نرعاهم ونوجههم بالكلمة الطيبة والشعور الحسن.

• كوني قريبة من طفلك:

لا تجعلي شيئاً قريب من طفلك كذاتك كوني بجانبة دائما بالاحترام أولاً ثم المحبة، إمنحيه الحب غير المشروط ولا تذميه أمام أحد وكوني منصته لمشكلاته وشكواه، واصبري على تعديل سلوكه ، وحاوريه حواراً مناسباً قائما على الاحترام والمودة.

• امنحي طفلك فرصة التعلم من خطأه:

كي يشعر طفلك بالمسؤولية اتجاه دروسه وواجباته عليك أن لا تضغطي على ذاته من أجل المذاكرة باستمرار ، وإن عاندك وأخطأ عليك تقويم خطأه من خلال منحه فرصة التعرف على الخطأ وهذا أيضا يحدث من خلال الحور اللفظي والجسدي معه.

• شاركي طفلك اللعب والمذاكرة:

كي تكوني قريبة من طفلك عليك أن تحبي ما يحب من ألعاب وأن تشاركيه الدراسة وتسهليها له بأسلوب لائق لمخاوفه ولما يحب ، كي يشعر أنك قريبة منه في كل وقت .

طفل العشر سنوات طفل الطفولة المتأخرة يتجه بجسده وأفكاره وسلوكياته نحو ثورة المراهقة لذلك يعشق اللعب لأنه بعد عامين سيشعر بأنه أصبح صاحب هدف وعليه تحقيق ذاته لذلك عليك أن تكوني أماً صديقة لطفلك وتنظمي وقته وتشاركيه المذاكرة واللعب وتصنعي عنده الهدف بالحديث عن المستقبل ودعيه بعبر عما يريد هو أكثر مما تريدين أنت .

لا تقلقي على مستقبل طفلك العلمي ، سيكون بإذن الله أفضل بفضل الله تعالي وبفضل رعايتك الطيبة له .

أتمنى لك حياة ناجحة سعيدة.

الكاتب: د. وفاء محمد أبو موسى

المصدر: موقع المستشار